خلق الله تعالى هذا الكون الفسيح وخلق كل
مكوناته بدقة شديدة ، ولغايات وأهداف واضحه . ويعد الكون وما فيه من السماوات
والأرض وكافة المخلوقات التي عليه التي لا تقدر بعدد دليل واضح أشد الوضوح على
قدرة الله وعظمته. قال تعالى : " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي
الأَرْضِ جَمِيعاً " ( البقرة – 29 ) .
لقد دعانا الله عز وجل إلى التأمل والتفكر
فيما خلق لنا في الكون وفي الظواهر التي تحدث في الكون كاختلاف الليل والنهار وغير
ذلك ، فقد قال في كتابه : " إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَاواتِ وَالأرْضِ
وَاخْتِلَافِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ لاَيَاتٍ لأوْلِى الألْبَابِ " ( آل
عمران – 190 ) . لذلك لما لا نتأمل في خلق الله تعالى ؟ لما لا نتفكر فيما خلق ؟
لما لا !؟
فالتأمل في اختلاف الليل والنهار ، والشمس
والقمر والكواكب ، والتأميل في الأزهار والأشجار والحيوانات والطيور ...... كل هذا
يحرك قلب المؤمن ليشعره بعظمة الله عز وجل وقدرته .
تفكر وتأمل في الفضاء وما يحتويه من النجوم
والكواكب والمجرات وغير ذلك .... تفكر في كيفية ثبات الكواكب والنجوم وان كل نجم
وكل كوكب يأخذ مكان معين ومحدد ، تفكر في الشمس ستجد أن الله تعالى خلق الشمس وبعد
بينها وبين الأرض بمسافة معينة حتى يصل إلينا ضوؤها وحرارتها بنسبة معينة وهذه
النسبة منضبطة ومعتدلة وتتماشى مع بيئة وتكوين الإنسان " سبحان الله " .
إن الشمس تولد حرارة مقدارها 27 مليون درجة كما يقول العلماء ، تخيل هذا
الرقم ، تخيل لو كانت الشمس أقرب قليلاً إلى الأرض ! كيف سيعيش الإنسان ؟؟
بالتأكيد ستحترق الأرض قال تعالى : " الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ
" (الرحمن – 5) . فالله عز
وجل خلق كل شيء وقد قدره تقديراً وأتقن خلقه ، فلا يستحق ذلك تفكر وتأمل في قدرته.
وفي النهاية إن ما ذكرته هنا يعد نقطة صغيرة
جدا في بحر واسع بل في محيط ، وأتمنى أن يتأمل الناس فيما حولهم وأن يتفكروا في
آيات الله حتى تخشع قلوبهم ويتذكروا قدرة رب العالمين وعظمته .